" عن فكرة الإسم "
"الإسلام يقودُ الحياة".. عبارة شدّتني من أول نظرة وقعت عليها عيناي في أحد برامج التواصل الاجتماعي، إنحفرت في عقلي وقلبي، عرفت لاحقاً أنها عنوان كتاب للشهيد المفكر السيد محمد باقر الصدر (قدس) يحتوي على بعض المواضيع الاقتصادية وبعض المواضيع المختلفة، إلا أني مؤمن أنها عبارة لامتنهاية العمق والمعنى تؤلّف فيها آلاف الكتب والموسوعات، وتُختزَل فيها كل شاردة وواردة في هذه الحياة بجميع جوانبها الإجتماعية والثقافية والإقتصادية والسياسية وغيرها، آمنت بها كأصل ومبدأ ثابت لحياتي، وجعلتها عنواناً لهذه المدونة التي أسعى أن أطرح فيها مايساهم في ترسيخ الفكر والثقافة الإسلاميّين الأصيلَيْن في نفوس الشباب في ظل موجة الغزو الفكري الجارف من قبل الغرب ومُعادي الإسلام، إضافة للإنحراف الكبير في فكر الكثير من شباب الجيل المُسلم الحالي؛ والذي من أهم مناشئه عدم معرفة حقيقة وجوهر هذا الدين الإلهي العظيم، وجهل الكثير بأن كل مبادئ هذا الدين متوافقة تماماً مع العقل ولا تنفصل عنه، بل إنه يولي أهمية كبيرة للعقل والمنطق، لذلك المطلوب منا السعيّ للمعرفة الصحيحة ولأن نكون إسلاميين بحقّ وليس مسلمين فقط..
نتوكل على الله العلي العظيم ونبدأ باسمه جلّ جلاله، نفتتح هذه المدونة بهذا المقال المتواضع، ونسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.
______________________
______________________
" الإسلام يقودُ الحياة"
وبشكل فطري أوجد الله في الإنسان فطرة السعي للكمال والسعادة، الكمال الذي هو نفسه غاية الله من خلقهِ له -أيّ كمال الإنسان وسعادته- ، ولكن قد يخطأ الإنسان في تشخيص الكمال اللائق به كإنسان له بُعد معنوي وروحي وليس بعداً ماديّاً فقط، فقد يسعى خلف الكمال المادّي بجمع الأموال مثلاً، أو الكمال المعنوي بطلب الجاه والاقتدار والسلطة وغيرها من جوانب الكمال السطحي الهابط، ولذلك من غير المنطقي أن يجعل الله الإنسان بلا دليل يدله ويوصله للكمال اللائق، فمنذ بداية رحلة البشرية بعث -سبحانه وتعالى- الأنبياء والأوصياء أدلّاء لهداية البشر إلى كمالهم وسعادتهم، إلى أن ختم هذه الرحلة -المستمرة ليومنا هذا- بالخطّة الكاملة المُحكمة وهي دين الإسلام الأكمل دين خاتم الأنبياء محمد(ص)، ولأننا مؤمنين بأن الإسلام شريعة الخالق وموجِد الوجود، فيلزم ذلك الإيمان بأنّ الإسلام هو الخطّة المتكاملة للوصول للسعادة الأبدية الخالدة، السعادة التي هيّ غاية كل إنسان موجود في هذه الأرض أياً كانت ديانته وإن كان بلا دين، إلا أن فطرته بلا أدنى شك تنشد السعادة وإن أخطأ في تشخيصها، والجدير بالتأمّل أن كل الأمم المختلفة التي عاشت في هذا العالم منذ العهود الأولى للتاريخ وإلى الآن لم تصل لتلك للسعادة المنشودة فضلاً عن تشخصيها ومعرفتها، وإن كل مانراه من اضطراب ناشئ في سير الحركة البشرية في العالم ماهو إلا نتاج عدم وجود النظام والخطة الموحَّدة اللازمة للوصول لتلك السعادة المجهولة، أما تزلزل الأمة الإسلامية أيضاً فهو نتاج غفلتها عن خطة الإسلام المُحكمة رغم امتلاكها لها! فجديرٌ بنا نحن المسلمون أن نعرف ثم نؤمن بأن سبيل السعادة هي تلك الخطة التي أنعم الله بها علينا، مع معرفة ماهيّة تلك السعادة أيضاً، ثم إن ذلك الإيمان تلقائياً يقودنا إلى الإيمان بتعليمات تلك الخطة الشاملة، أيّ تشريعات وقوانين الدين وتعاليمه وأخلاقياته وإن كان عقلنا المحدود لا يدركها بل ويصعب على الكثير الإقتناع بها بل ويشعر الكثير أنها عذابات قهرية على الإنسان، رغم ذلك، إيماننا الأولي بالخالق الحكيم يُفترَض أن يؤدي بنا إلى الإيمان بخطّته الحكيمة وما بها من إمتحانات وصعوبات وإن جهلنا حكمتها، لأننا -افتراضاَ- عرفنا أن الغاية النهائية سعادة أبدية لامتناهية، إذن سنؤمن أنّ هذه التعليمات والتشريعات تتناسب مع هذه الغاية السامية، فيكون خيّار العقل والمصلحة المنطقية بلا أدنى شك هو اختيار السعي لتلك السعادة.
إذن، فالإسلام أوجدهُ الله -جلّ وعلا- خصّيصاً من أجل سعادة الإنسان في حياته الأبدية الأُخروية إلى جانب رقيّ والمجتمع البشري أجمع في حياته الأرضية، فهو خطّة سماوية حكيمة وشاملة توصل الإنسان لكماله اللائق به في الحياة الدنيا والذي بدوره -أيّ الكمال- يؤدي به لاستحقاق السعادة الأبدية في الحياة الآخرة، وبما إن الإسلام خطة شاملة؛ فيعني إن تعليماته ستغطي جميع جوانب الحياة بلا أي استثناء، ويجب ألّا نغفل أن كل مبادئ وتعاليم الإسلام متوافقة تماماَ مع العقل والفطرة السليمة، إذن فهو يقود الحياة، كل الحياة..
أخيراً، من المنطقي -وبعد معرفة كل ذلك- أن لا يفرّط كل مُسلم صاحب عقل سليم بهذه النعمة الإلهية التي يمتلكها وهي " الإسلام"، فهذا الدين هو الطريق للغاية التي تسعى لها كل البشرية، ونحن كمسلمين ينبغي علينا أن نقدّرهذه النعمة العظيمة التي أنعمَ الله بها علينا و التي لا تقدّر بكل نِعَم هذا الوجود، وإهمالها وعدم الاهتمام بها هو نُكرانٌ للُطف الإلهي الواسع وكفرانٌ لنعمة ربّانية عظيمة يفتقدها ويجهلها جزء كبير من سكّان هذا العالم ، بل نحن أيضاً نجهلها واقعاً، وبإهمالنا لها وعدم معرفتها حق المعرفة؛ سنخسر تلك السعادة المرجوّة، فالمطلوب منا بالخصوص نحن الشباب وفي أوّج نشاطنا العقلي والمعرفي أن نسعى بكل جدية للتعرّف أكثر وأكثر على ديننا، أصوله، مبادئ أحكامه،تعاليمه ومميزاته وخصائصه.. الخ، وكما أشرنا أن مبادئ الإسلام متوافقة مع العقل والفطرة السليمة، إذن من المهم أن نتعرّف أكثر مع استخدام العقل لكي نؤمن بشكل أعمق بهذا الدين الإلهي الحكيم الذي هو رحمة إلهية إلى الخلق، ونؤمن حقاً أن "الإسلام يقود الحياة.. إلى السعادة".
احسنت بما كتبته 👍 ..
ردحذفاحسنت بما كتبته 👍 ..
ردحذف